New Step by Step Map For المرأة والفلسفة

۲: تجديد النسوية لفروع الفلسفة السائدة ونفوذها وتخللها إلى الوسط الفلسفي،
أفلاطون: على الرغم من أن أفلاطون عاش في مجتمع يوناني يعتبر الرجال أفضل من النساء، إلا أنه دافع في الجمهورية عن فكرة أن النساء لديهن نفس القدرات الفكرية والعقلية التي يتمتع بها الرجال، وبالتالي يجب أن يتمتعن بنفس الفرص التعليمية والسياسية. كانت أفكاره تقدمية بالنسبة لزمانه.
ونضيف إلى قوصرة الأسئلة ما يرتبط بتجارب المرأة وما يهمها ويقلقها فنقول:
فهو في سبيل تحديد السلوك المناسب الذي يقمن بكل من الجنسين يرحب بتفرقة ممقوتة باعثة على التحيز ضد المرأة. فالقصد هنا أن الجانب التفسيري لابد أن يضم إلى نفسه الجانب التبريري الذي يمثله الإطار أوالنظام أو الوسط الذي تظهر فيه الظاهرة، والذي يحدد لكل من الجنسين دورا، ويحله مكانة، لايرضاها أنصار النسوية.
فتسلح الفلاسفة النسويون بمناهجهم الفلسفية لمواجهة هذه الأسئلة، واستخدموا في سبيل ذلك أحدّ ما كان في جعبتهم وأشحذه وخيره من الروايات الفلسفية السائدة في نهاية القرن العشرين، فتدفق من كل حدب وصوب ما يسمى بـ الفلسفة النسوية، فأصبح لدينا نسوية تحليلية وأخرى قارية وثالثة ذرائعية أمريكية، فلاغرو إذن أن نجد المواضيع التي هي قطب رحى النسوية صدى لما في تلك الروايات الفلسفية، وأن الأسئلة التي أثارتها النسوية والمواضيع التي حامت حولها تذكرنا بما في الروايات، ولاغرو إذن أن يكون من نصيب سؤال واحد عدة من الأجوبة متقاربة ومتناقضة.
وهذا الكتاب محاولة لإيفائهن حقهن من التقدير، واعترافًا صريحًا بفضلهن في إثراء العلم والفلسفة.
فالمرأة، نُظر لها كأداة إنجاب، وهذه مساحة إنتاجها. وكذلك ما انعكس على ما يمكن المزيد من التفاصيل أن نسميه اليوم بالسياسات العنصرية تجاه "العبيد". أما الممارسات السياسية والفكرية، فقد كانت لرجال اليونان من "المواطنين" لا العمّال الذين يمارسون الأعمال اليدوية المهينة. التنوير.. للرجل فقط
يقول ألبير كامو: «الطريقة الوحيدة للتعامل مع عالم غير حر، هي أن تُصبح حراً لدرجة تجعل من وجودك فعل تمرد».
لكن من الواضح أن الفلاسفة الذين يصادف أن يكونوا من النساء غالباً ما يتم تذكرهن على أنهن نساء أولاً وأكثر مما يُنظر إليهن على أنهن فلاسفة، ولذا فشل مؤرخو الفلسفة (الذكور) بشكل عام بالاعتراف بمساهمتهن مع رفاقهن الرجال في تشييد معمار محبة الحكمة. وحتى لما كتبت نساء تاريخاً للفلاسفة النساء، انتهت كتبهن معروضة في أقسام النسويات وحقوق النساء بدلاً من رفوف الفلسفة.
كانت تُدرس في الإسكندرية، حيث أبدعت في تقديم الأفكار الفلسفية المعقدة، وفتحت آفاقًا جديدة للتفكير.
أحد النصوص البليغة التي أظهرت اختلاف ابن رشد، قوله: تختلف النساء عن الرجال في الدرجة، لا في الطبع. وهن أهلٌ لفعل جميع ما يفعل الرجال من حرب وفلسفة ونحوهما، ولكن على درجة دون درجتهم، ويَفُقنهم في بعض الأحيان، كما في الموسيقى، وذلك مع أن كمال هذه الصناعة هو التلحين من رجل والغناء من امرأة.
الشاعر محسن سمير //يكتب ( حبيبتي حوريه) عيونها بتضحك لذيذه وشقيه ملاك وروحها بتفيض رومانسيه دي نجمه ولا قمر ولا مخلوق...
تقرأ لروسو في التربية، وكانط في التنوير والأخلاق، ونيتشه في ثورة الجسد والعقل، وهي تظن نفسها مخاطبًا، ولكن الحقيقة ستُظهِر عكس ذلك تماما! سواءٌ على مستوى الفكر الفلسفيّ، أو الممارسة المهنية.
ابن رشد (الجزيرة) رغم ما سبق، فإنه من عدم الدقّة بمكان أن نعمم النظرة الانتقاصية للمرأة في الحقل الفلسفي، إذ برزت استثناءات قليلة تجاوزت حدود النظرة السائدة نحو آفاق أرحب وأكثر نقدية. أحد هؤلاء الفلاسفة هو ابن رشد الذي عاش في القرن الثاني عشر، أي قبل قرونٍ من بروز فلاسفة الأنوار، وهو الذي قدّم في زمانه تصوّرًا لم يُماثله سوى ما تطرحه اليوم الجمعيات النسائية التي تدافع عن حقوق المرأة.